عرض المقال
هل هناك مصالحة مع الخوارج ومرضى الضلال الدينى؟
2013-07-19 الجمعه
لن أجيب أنا عن هذا السؤال وسأحيل المتشدقين بمصطلح المصالحة إلى عالم دين أزهرى جليل هو أ. د. أحمد كريمة وعالم طب نفسى شهير هو أ. د. أحمد عكاشة، ولنبدأ من الناحية الدينية ونرجو من القراء أن يطلعوا على التاريخ الدموى للخوارج وكيف كانوا سبباً رئيسياً فى إنهاك الدولة الأموية وسقوطها حتى سقطت الثمرة ناضجة فى حجر العباسيين، نقرأها لكى نتعظ ونعرف أن فكر الخوارج التكفيرى الإقصائى لا يمكن المصالحة معه أو التأخير فى مواجهته وإلا ستكون النهاية اضمحلال وذبول الدولة كما حدث للأمويين، قال د. كريمة فى حواره مع جريدة صوت الأمة: «قال الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) والملاحظ الآن أنه يوجد تجار دعوة، وهناك دخلاء على الدعوة الإسلامية وهؤلاء يتاجرون لأجندات وجماعات ينتمون إليها ويعملون من أجلها، ويتصدر المشهد الآن التيار الوهابى المتسلف، وهؤلاء خوارج هذا الزمان». وعبّر عن رفضه قيام أحزاب على أسس دينية قائلاً: «بالطبع لا، لأن ورقة الدين إذا تم التلاعب بها فهذه كارثة، فقتل سيدنا عثمان تم بورقة الدين وكذا سيدنا على، وتم تسميم الإمام الحسن وقتل وسحل ودهس الإمام الحسين والمعارك الإسلامية الدموية صفين والنهروان وكربلاء سببها الأساسى اللعب بورقة الدين». إذا كان ما قاله د. كريمة هو التوصيف الدينى المناسب لفكر خوارج هذا الزمان فإن ما قاله د. عكاشة هو التوصيف النفسى لما نراه من سلوكيات قادتهم المنتظرين للمرسى المنتظر وسلوكيات تابعيهم المقتنعين بوجود جبريل معهم فى رابعة، يقول د. أحمد عكاشة فى حواره مع «المصرى اليوم»: «هذا التيار يتميز بأيديولوجية لا تتحمل الحوار ولا تتقبله، لأنه يؤمن أنه على صواب، والكل على خطأ، وهذا يسمى فى الطب النفسى (الضلال الدينى)، أو (الضلال السياسى)، وهو اعتقاد خاطئ غير قابل للإقناع أو الحوار لدى الشخص، ولديه حالة يقين فى تبرير ما يقوله، فمثلاً يأتى مريض إلىّ معتقداً أنه المهدى المنتظر، وعندما أتناقش معه لا أصل لشىء، ويأتى مريض آخر وهو على يقين من خيانة زوجته له مع شخص آخر، وهذا الشخص قد يكون متوفى أصلاً، ولكنه على يقين من صحة كلامه ولا يقبل النقاش، بدراسة شخصية القيادات الحالية للتيار الإسلامى، نجد أنهم مصابون بما يسمى (الضلال الدينى)، أى أنهم على يقين من صحة أفكارهم، وباقى المسلمين فى جميع أنحاء العالم ليسوا على صواب، وهؤلاء من غير الممكن إقناعهم بالمشاركة فى الحياة السياسية، ولذا أعتقد أن محاولة المسئولين عن إدارة المرحلة الانتقالية للتواصل مع هؤلاء لدمجهم فى الحياة السياسية ستنتهى إلى الفشل، لأنه من الناحية النفسية هؤلاء غير قادرين على المشاركة، وإذا شاركوا ستكون مشاركتهم للمغالبة، أو لتحطيم كل ما يحدث، ولا أعتقد إطلاقاً أن مجموعة تؤمن بقتل المسلم واستخدام العنف ضده يمكن ضمها لأى نظام ديمقراطى لأنهم يتكلمون عن الديمقراطية، ولكنهم فى قرارة أنفسهم لا يؤمنون بها، ولا أعتقد إطلاقاً أن هؤلاء قابلون للحوار والتواصل، والمضىّ فى هذا الأمر يُعتبر مضيعة للوقت لأنه لا يمكن إدخال الديمقراطية فى عقل من هو فاشى، كما أن الجينات الوراثية لهؤلاء المتطرفين تجعلهم غير قادرين على قبول الرأى الآخر، ولذا أعود وأؤكد أن القيادات الحالية للتيار الإسلامى لا تصلح إطلاقاً لدمجها فى أى تحالف وطنى».
لسنا مع التعذيب أو التنكيل أو الإجراءات الاستثنائية ولكننا فى نفس الوقت لسنا مع تسليم رقبة ووجدان وروح وعقل الوطن لمجموعة من الخوارج السيكوباتيين المصابين بالضلال الدينى.